احلم معايا

مهما نقع,نقدر نقوم,نشق نتحدي الغيوم..نلاقي ليلنا ألف يوم..بس احنا نحلم


كم من مرة مررت بطفل و تحركت مشاعرك تجاهه بكل الود و الحب
و كم من مرة ارتسمت علي شفتيك إبتسامة كلما سمعت ضحكة.. تناغمت و تراقصت عليها أذنيك
و كم من هم رحل و إن مؤقتا كلما جالست طفلا و لاعبته

دوما ما يخالج الكثيرين شعور الراحة النفسية في تلك اللحظات و حب عميق جارف نحوهم حتي لو لم يصبحوا بعد آباء
...و كأن المشاكل تولي مدبرة غير مأسوف عليها ..تأبي أن تعكر صفو تلك الأوقات

براءة ..و أنفس صافية لم يلوثها حقد أو بغض..و صدق يسمو فوق أنهار في زمن لطختها دماء
الكذب و الخداع
عيون تنظر ..و تري الجمال فيها...و قلوب ترفرف حرة في سماء خالية من الغمام
و مطر يهبط علي قلبك يروي ظمأ العطشي و ينبت فيها أسعد و أرق الأفراح

و دوما ما كنت أتسائل ما السر وراء ذلك ؟
ما السر خلف هذا الإنجذاب القوي تجاههم ؟

أذكر أنني في أحد المرات كنت عائدا من القاهرة إلي الإسكندرية مستقلا القطار ..و إذ بعيني تقع علي طفلة صغيرة
تقارب الأربع أو الثلاث سنوات فابتسمت إليها...فنظرت ناحيتي و تبادلت الإبتسامة في براءة و أشارت إليّ كأنها تحييني
فقمت برد الواجب و التحية ..من مبدأ إذا حييتم بتحية فردوها أو ردوا بأحسن منها
و استمرت هي في تكرار هذا الأمر ..و أيضا لا أتمالك نفسي في أن أبادلها التحية
حتي خشيت من نظرات الركاب تجاهي من خلفي و الذين لا يتابعون الموقف..فتوقفت

لكن يبدو أنها شعرت بأنها قد أطالت في هذا الموضوع
و كان في يدها قطعة من الشوكولاتة ...فعرضت عليا أن أتناول منها جزءا
و تعجبت من هذا الكرم الفياض... و هناك كثير من الأصدقاء لم يفعلوها
و رفضت مؤثرا إياها ...

و لكنها استمرت في محاولة ضيافتي علي قطعة الشوكولاتة و كأنها تقول لي
خذ..هذه ليست عزومة مراكبية

و لكني حاولت أن أشكرها علي ذوقها و حسن أخلاقها

و إذ فجأة تشير إليا بالقدوم نحوها..و كأنها تريد أن تقول : تعال
قلت : ااااااااااااااه ...قولي كده بأه
و ضحكت كثيرا
:)

و يبدو أنني قد نلت إعجاب الطفلة الصغيرة ...و كما يقولون عشت في الدور..و كما يقولون أيضا
طنشتها و عملت فيها عم التقيل

لا والله ...لكني عدت إلي حديث المرأة العجوز الطيبة حسنة الخلق التي كانت تجلس بجواري..و التي كانت تقص عليا
القصص و كثير من النصائح بارك الله لها

و لكن شهادة لله : البنت كانت جميلة ..
:)

المهم...نسيت أن أذكر لكم السر ..؟

فقد ذكرتها دراسة أمريكية أجراها العالمان “كرينجلباتش” ، و “آلان ستين” و قاما بها بدعم من إحدى المؤسسات الخيرية، وأثبتا أن هناك منطقة ما بمخ الإنسان تنشط بشدة في غضون سبع ثوان لا أكثر، عند رؤية الإنسان -أياً كان عمره- لوجه طفل، حتى وإن كان الذي ينظر إلى هذا الطفل طفلاً أيضاً، بل وإن كان أصغر منه..

و لم يدع علماء النفس هذا الأمر يمر مرور الكرام ..فبدأوا في إستخدام هذا الإكتشاف لعلاج الإكتئاب
و يذكر المقال الذي تناول هذا الإكتشاف

بأن العلاج بوجوه الأطفال، وبابتساماتهم، حتى وبصراخهم ودموعهم، يستخدم بالفعل في الولايات المتحدة الأميركية، لحالات الاكتئاب التي تصيب 13٪ من الأمهات بعد الولادة. وللتحقق من نتائج دراستهما أجرى الباحثان تجاربهما على مجموعة من الناس من مختلف الأعمار، عرضوا عليهم وجوه أطفال ووجوه رجال وسيدات بالغين، وكانت النتيجة أن المصابيح الكهربائية التي وصلوها بأجهزة تستقبل إشارات المخ لمن يُجرَى عليهم البحث كلها أضاءت بقوة عند رؤية وجوه الأطفال، مما يدل على أن ثمة نشاطاً بالمخ ظهر بمجرد رؤية صور الأطفال.

و يضيف المقال بأن الأكثر من ذلك أن الباحثين وجدا أكثر مما ينشدان، من خلال هذه الدراسة، ألا وهو الفارق في تعبيرات الوجه الذي ظهر حين تغيرت الصور فجأة من صور الأطفال إلى صور الكبار.

وكأن فارق السن يرتبط معهم بصفات إنسانية سيئة لا تحملها هذه الملائكة الصغيرة، وعانوا منها على أيدي أصحاب هذه الوجوه الكبيرة.. وتأتي هذه النتائج تأكيداً لنتائج دراسة أخرى أكدت أن الطفل العادي يضحك في اليوم 400 ضحكة مقابل 15 ضحكة فقط يضحكها الطفل البالغ.

وبعد هذه الدراسة الممتعة أصبح لدينا تفسير لكثير من الظواهر في حياتنا، والتي ربما لم نكن نلتفت إليها من قبل، مثل رنات الموبايل على صوت ضحكة طفل رائعة والتي قد تنسيك أصعب مشكلة، من الممكن أن تكون وقعت فيها، ولهذا يتهافت عليك أصدقاؤك مهما بلغوا من السن ليأخذوها منك، ويضعوها على تليفوناتهم المحمولة.. كما تفسر الدراسة: لماذا تعد ابتسامة الطفل وشقاوته، وبكاؤه ودموعه، وجريه، محل اختيار دائم ومتجدد، لكاميرات كبار المخرجين العالميين لالتقاطها، والتأثير بها على الناس منذ بداية تاريخ الفن، وإلى ما شاء الله

.
.
.
و بعد الكشف عن هذا السر ...دعوي إلي من شعر أو لازال يشعر بلحظات إكتئاب
أن يكثر من الجلوس مع الأطفال أو حتي إن شعر ببعض الضيق أن يشاهد فيديو لهم
فربما يخفف عن كاهليك هذا الكم من الهموم و المشاكل..
هذه وسيلة من ضمن الوسائل ..
بعد اللجوء لكتاب الله و الصلاة و الإكثار من ذكر المولي سبحانه و تعالي و مناشدة المخلصين مساعدتك
.
.
.
و ضحكة طفل .. قد تدخل السرور علي قلبك ...
فلا تبخل علي نفسك بها

العبد لله

My photo
مسلم صيدلاني إسكندراني ..بيحلم زي ما كتير من الناس بتحلم...أثارت في نفسه أغنية حمزة نمرة شجونا ..فأطلق علي المدونة نفس الاسم..وبيقول احلم معايا..احلم معايا يا صديق..تطوي الخطي أرض الطريق..يهمني حلمي البرئ مهما يكون..يفضل بروجه جمبنا..مهما يطول بينا الطريق..لو حتي تهنا يا صديق..يرجع لقانا يضمنا..علي حلمنـــــا..بس احنا نحلم

My Profile - FaceBook

مدونة الشيشان

حمزة نمرة ..من الأصوات المفضلة إلي

ماهر زين..صوت قادم و بقوة