تخيل بعدما يمن الله عليك بدخول الجنة و نسأل الله لنا و لكم يارب الفردوس الأعلي
ثم قابلت رجلا يبتسم في وجهك عليه سمات الحب هذا من اسمه...يتهلل علي جبينه
نور وضاء
و إذ به يقول لك ..هل تعرفني ؟ أنا حبيب ؟
يا تري كيف سيكون رد فعلك؟
إذا كنت قد قرأت سيرته ..فحتما سينطلق لسانك ليصدح مسرعا
نعم يا حبيب ...والله اعرفك....لقد اشتقت إلي لقائك شوق المحبين
ثم تأخذه بالحضن لأنك تعرف سيرته
تعرف كيف ضحي من اجل دينه ؟
تعلم حجم ما قام به من أجل الإسلام
و إلا فسيكون ردك
نعم؟؟
حبيب...حبيب من؟
أنا حبيب...حبيب بن زيد يا أخي
ألا تذكر أني قد بايعت أنا و أبي رسول الله صلي الله عليه و سلم في بيعة العقبة الثانية
أمي ...أمي هي نسيبة بنت كعب أولي السيدتين التي بايعا رسول الله
و كانت ضمن سيدتين فقط من قاما بذلك
أتعلم من السيدة الأخري...
خالتي
ربما سيأخذك الحياء..لتضع وجهك في الأرض...يبدو أنه ذو نسب عريق و من بيت كله إيمان يجري في قلبه و دمه
دعني أكمل لك
أمي هي التي شهدت بيعة العقبة و غزوة أحد و الحديبية و خيبر و حنين
نعم كل ذلك
أمي التي كانت تدافع عن رسول الله في غزوة أحد و تذود عنه بالسيف و الرمح
حتي قال عنها النبي صلي الله عليه و سلم: لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من فلان و فلان
كانت تقاتل أشد القتال...مجاهدة بمعني الكلمة
في ذلك اليوم جُرح أخي عمارة..جرحا غائرا..فقال له حبيبك رسول الله
اعصب جرحك ..و قد اقبلت امي بعصائب حيث كانت تعد عصائب للجراح
حينها قال الحبيب المعصوم لأمي : و من يطيق ما تطيقين يا ام عمارة
و هنا يتبسم حبيب
:)
يالله أتدري لم ابتسم الان
ابتسم لإبتسام رسول الله
أول لما رأي المعصوم من ضرب أخي قال لأمي : هذا ضارب ابنك
فاعترضته و ضربته بالسيف فنزل علي الأرض...فتبسم رسول الله حتي بدت نواجذه
أرأيتم هذه هي أم حبيب
عظيمة بإسلامها بجهادها بتضحيتها بحبها لرسول الله
فكان حتما أن يخرج حبيب مثل أمه
حبيب ...أسطورة الفداء و الحب
حينما يأتي دوره مع مسيلمة الكذاب ...هذا المشهد الذي سيقبع في أذهاننا والله ما بقينا
مشهد عزة...فخر ..ثبات ..فداء
و لكن قبل أن نستعرض المشهد..لابد من إستعراض تداعيات ذلك المشهد
في عهد النبي صلي الله عليه و سلم خرج كذابان اثنان و ادعا النبوة
واحد اسمه : الأسود بن كعب العنسي و قد خرج بصنعاء و الاخر مسيلمة الكذاب و قد خرج باليمامة
و انطلقا في الجزيرة العربية ينشران كذبهما و يعيثان في الرض فسادا
ذات يوم أرسل مسيلمة الكذاب رسالة إلي رسول الله يقول له فيها
من مسيلمة رسول الله إلي محمد رسول الله
سلام عليك اما بعد
فإني قد اشركت في الأمر معك و إن لنا نصف الأرض و لقريش نصفها و لكن قريشا قوم يعتدون
!
وصلت الرسالة لسيدنا محمد و قد فؤجئ بما فيها
فأتي سيد الخلق بأحد كتابه و املاه رده علي تلك الرسالة
بـسم الله الرحمن الرحيم
من محمد رسول الله إلي مسيلمة الكذاب
السلام علي من اتبع الهدي
أما بعد , فإن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده و العاقبة للمتقين
و انتهت الرسالة
غضب مسيلمة و ازداد فسادا و كذبا و ضلالا و إضلالا..و استمر بين المسلمين ينشر إفكه
و بهتانه
حينها رأي رسول الله صلي الله عليه و سلم ان يرسل له رسالة أخري توقفه عما يفعل
فاختار لها بطلنا الحبيب حبيب بن زيد
فرح حبيب أشد الفرح علي إختيار رسول الله له....و استعد لحمل الرسالة لمسيلمة ..ممنيا نفسه بان يعود مسيلمة إلي رشده و يعلن تبعيته للإسلام و رسول الله...فيفوز حبيب بالأجر و الثواب العظيم
لكن يأبي مسيلمة إلا أن يزداد ظلما و ضلالا..و يرتكب أشنع الجرائم في ذلك الوقت
حيث كان الأمر مقدسا عند العرب ...و هو سفك دم رسول يحمل رسالة مكتوبة...
نعم
فقد قتل حبيب
و لننظر للمشهد رأي العين و نتخيل كيف تمت عملية القتل
قرر مسيلمة أن يختار يوما من الأيام يجمع فيه قومه ..ليريهم اية من آياته ..هكذا ظن
أتي بسيدنا حبيب بعد ان سجنه و عذبه عذابا شديدا
كان يخطط لأن يعلن حبيب إستسلامه و إعلانه ولائه لمسيلمة,,,,فيبدو ذلك نصرا
معنويا و قويا أمام قومه
و لكن أني له هذا امام حبيب
.
.
قال مسيلمة لحبيب : أتشهد أن محمدا رسول الله ؟
قال حبيب في عزة
نعم أشهد أن محمدا رسول الله
و كان قوله ذلك لطمة قوية علي وجه مسيلمة..كساه فيه الخزي و العار
و تشهد أني رسول الله
أجاب حبيب في إستهزاء و سخرية
إني لا أسمع شيئا
يالله ..سيدنا حبيب في ظل ذلك المشهد و الجمع و آثار التعذيب متماسك مستمسك بدينه عزيز تملك الإيمان قلبه
لم يستطع مسيلمة ان يتمالك نفسه
ثار و غضب ...فقد أفشل حبيب مخططه
نادي علي أحد جلاديه الذي أقبل في حقد
يقطع جسد سيدنا حبيب بسيفه
والله قطعة قطعة..عضو عضو
أتتخيلون ماذا يقول ؟
كان يكفيه أن يقول آمنت بمسيلمة فقط بالظاهر لينقذ نفسه ...و ما كان ذلك سينقص من إيمانه شئ
لكن هنا جبل الإيمان لا يهتز ..و الله لو قطعت قطعة قطعة من جسده
أتدرون ماذا كان يقول
مع كل عضو يقطع
لا إله إلا الله محمد رسول الله
تقطع يده
لا إله إلا الله محمد رسول الله
ذراعه
لا إله إلا الله محمد رسول الله
رجله
لا إله إلا الله محمد رسول الله
لا إله إلا الله محمد رسول الله
لا إله إلا الله محمد رسول الله
هكذا حتي فاضت روحه إلي خالقها ...و أصبح حبيب شهيدا في سبيل الله
أرأيتم ...من منا يطيق ذلك ...إلا و قد أصبح الإيمان بالله في كل جسده يجري في دمائه
و شرايينه
من منا يطيق ذلك إلا إنسان كان يري الجنة و كانها رأي العين
من منا يطيق ذلك؟...إلا من تربي في مدرسة رسول الله صلي الله عليه و سلم
و صل الخبر لرسول الله ...و اصطبر لحكم ربه
أما أمه نسيبة بنت كعب ..فلم تهدأ..و ظلت صابرة حتي جاء اليوم لتأخذ بثأر ابنها ..نعم حتي لو بعد حين
و يمر الزمن و يرسل أبو بكر جيشه في معركة اليمامة الشهيرة ...وهي تبحث عن ثأرها
كانت تنادي في خضم المعركة
أين عدو الله مسيلمة؟
أين عدو الله مسيلمة ؟
و لم تهدأ إلا عندما قتله المسلمون و انتصروا إنتصار مؤزرا في تلك المعركة و ارتفعت الرايات مرفرفة
هنا تجلي لها ابنها حبيب بن زيد
أسطورة الحب و الفداء
________________________
بالله عليكم لا تنسوا هذا الاسم
حبــيـــــــــب بن زيد
ربما لأن اسمه لا يتردد كثيرا بين المسلمين
لا تنسوا
نـــــسيبة بنت كعب
لا تنسوهم
احفظوه عن ظهر قلب .....بلغوا من حولكم كيف كنا
كيف كان شبابنا..؟
كيف كانت نساؤنا؟
اللهم عجل بنصرك و ارزق أمتنا أمثال حبيب بن زيد و امه نسيبة بنت كعب
رضي الله عنهم جميعا و الحقنا بهم رفقاء و شهداء في الفردوس الأعلي